اتحاد كتاب المغرب: “الراحل أحمد جواد عرف بحضوره الفني والنضالي”

أكد المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، أنه “تلقى كما تلقى الرأي العام الوطني، بأسى وتأثر بالغين، نبأ وفاة الكاتب والزجال والممثل المسرحي والمنشط الثقافي المغربي، وصديق الكتاب والفنانين والمثقفين المغاربة، الأستاذ أحمد جواد، الذي انتقل إلى عفو الله، صباح اليوم الأحد 2 أبريل 2023، بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، وذلك على إثر مضاعفات الحادث المأساوي، الذي ذهب فنانا، رحمه الله، ضحيته، بعد أن قام بإضرام النار في جسده الهزيل، قبل أيام، أمام مبنى قطاع الثقافة بمدينة الرباط، تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للمسرح”.

وللتذكير، فإن الفنان المسرحي الراحل أحمد جواد، قد عرف بحضوره الفني والنضالي، وبأعماله المسرحية، وبتنشيطه، المشهود له به، للمشهد الثقافي والفني الوطني، عبر مختلف أشكال حضوره اللافت، في إحدى محطات التنشيط الثقافي الوطني، في فضاء “نادي الأسرة” التابع لمسرح محمد الخامس، وعلى مدى عقود زمنية خلت، هناك حيث كان الفقيد العزيز، يستضيف في “ناديه”، وقد حوله إلى خيمة دافئة، يحج إليها الكتاب والمبدعون والباحثون والمهتمون بالشأن الثقافي وجمهور القراء، المغاربة وغيرهم، في أمسيات جميلة، كان أحمد جواد ديناموها البارز، يكد ويجهد نفسه من أجل تنظيمها وإنجاحها وإفراح من يحضرها، فكانت تلك اللقاءات المشرعة على الصدق والاعتزاز، تستقطب إليها جمهورا عريضا من الكتاب وقرائهم، في وقت لم تكن فيه الساحة الثقافية في المغرب تعج بهذا العدد الكبير من الجمعيات الثقافية والنوادي والدور”.

كان أحمد جواد يحب عمله، بكل تفان ومسؤولية، بمثل ما ظل خدوما للثقافة المغربية، بكل ما أوتي من جهود ووقت وإمكانيات، فواصل، رحمه الله، حضوره، بعد إغلاق “نادي الأسرة”، عبر تجليات أخرى، كاتبا وممثلا مسرحيا وزجالا، فنجده لا يتوانى في إهداء أعماله المسرحية مجانا إلى كتابنا وأدبائنا، بكرم نادر، وبهذه المناسبة أو تلك.
وإن المكتب التنفيذي، إذ ينعى إلى عموم المثقفين والمبدعين المغاربة، المسرحي المناضل أحمد جواد، يغتنم، هذه المناسبة الأليمة والقاسية، ليعيد إطلاق نداء اتحاد كتاب المغرب التاريخي، الذي تعود الاتحاد على إطلاقه، منذ تأسيسه، في توصيات مؤتمراته، وفي غيرها من المناسبات، حول النهوض بالوضع الاعتباري للكاتب المغربي، مطالبا بتمكين الجسم الثقافي من الإمكانيات اللازمة، وتوفير المناخ المحفز والملائم، الذي يستجيب لانتظارات أجيال متعاقبة من المثقفين والكتاب المغاربة، بغاية النهوض بأوضاعهم الاعتبارية، وعلى رأسها دعم أوضاعهم الصحية والاجتماعية والمادية، بما يحفظ كرامتهم ويصونها، ويعزز حقوقهم المادية والمعنوية، ويحفزهم على تحسين أدائهم ومؤهلاتهم.
وإثر هذا الحادث المأساوي الذي ذهب ضحيته أحد أبناء هذا الوطن البررة وأحد فنانيه الأوفياء، وهو في عز عطائه، بما عرف عن أحمد جواد من اعتزاز بالفن المسرحي ببلده، ومن صمود ودفاع مستميت عن مؤسساته، حيث سيشهد له التاريخ بنضاله الرجولي، في زمن سابق، ضد أن يتعرض المسرح، المسمى اليوم “مسرح محمد عفيفي” بالجديدة، للهدم، فبقي المسرح شامخا يشهد على صوت فنان صدح ب “الحق في المسرح”، ثم اختفى وهو مختتما بذلك عرضا لمسرحية “ألم”، كتبها أحمد جواد بدمه وأحرق نصها بجسده، إثر ذلك، فإن المكتب التنفيذي يطلق نداء استغاثة، ويناشد بحرارة عالية السلطات الحكومية ومختلف المؤسسات الوطنية ذات الصلة، بالتدخل الفوري، للتكفل بأسرة الفقيد، وتقديم يد المساعدة لها، وإنقاذها من التشرد والضياع، كما يناشد، في الوقت نفسه، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تفاديا لتكرار مثل هذه الحوادث المأساوية، أن تعجل بإخراج قانون إحداث “مؤسسة الفنان”، إلى حيز الوجود، والتي سيوكل إليها الاعتناء بالمشاكل الاجتماعية للفنانين.
والمكتب التنفيذي إذ يعتبر رحيل فقيد المسرح المغربي، الكاتب والممثل المسرحي أحمد جواد، خسارة كبرى لمشهدنا الإنساني والمسرحي الوطني، وفاجعة مؤلمة لنا جميعا، يرجو من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته وأقرباءه وأصدقاءه، جميل الصبر وحسن العزاء.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد