أوروبا تتابع حراك الريف وتعلن عن إستعدادها للمشاركة في مشاريع لصالح المنطقة
تتابع الدول الأوروبية والمفوضية الأوربية باهتمام تطورات الحراك الشعبي في الريف، والتي دفعها إلى إبداء إستعدادها التام لدراسة المشاريع لصالح ساكنة الريف.
وحسب ما أفاد به “القدس العربي“، فإن الدول الأوروبية والمفوضية الأوربية تتابع باهتمام تطورات الحراك الشعبي في الريف المغربي لأسباب متعددة على رأسها أن الأمر يتعلق بشريك استراتيجي له أهمية في محاربة الهجرة والإرهاب وشريك اقتصادي علاوة على جالية كبيرة من الريف المغربي.
وأضاف ذات المصدر، ان مصادر تابعت للاتحاد الأوروبي قالت لـ»القدس العربي» حول الحراك الشعبي في الريف «ما يحدث هو تعبير عادي عن مطالب اجتماعية وهي تحدث في أوروبا، لكن ما يقلقنا هو ضرورة الاقتناع باستجابة السلطات للمطالب وهو ما يحدث من خلال زيارة وفد وزاري للمنطقة، وكذلك السياق الذي تحدث فيه التظاهرات اي سياق الربيع العربي».
وتبرز هذه المصادر ان «المغرب شريك استراتيجي وهو يحظى بأهمية بالغة في مشاريع المساعدة الاقتصادية والتعاون انطلاقاً من الاتفاقيات على مستوى الحكومات الأوروبية مع المغرب وعلى مستوى المفوضية الأوروبية مع المغرب وكذلك عبر قنوات المجتمع المدني من جمعيات كثيرة ناشطة في هذا المجال».
وتضيف هذه المصادر، ان الاتحاد الأوروبي له مشاريع تعاون مع المغرب وتشمل مختلف المناطق ومنها الريف، وبدون شك ستكون المفوضية الأوروبية على استعداد تام مستقبلاً لدراسة المشاريع لصالح ساكنة الريف، فكل ما ينقص هو تطوير الحكامة لتواكب مطالب الشبان وخاصة خلق فرص الشغل، لهذا كنا دائماً نطالب المغرب بتطوير آلياته القانونية وعصرنة إدارته لجلب أكبر نسبة من الاستثمارات الأوروبية وتوظيف ذكي للموارد».
ويحظى الريف بأهمية بالغة في أجندة الاتحاد الأوروبي وباقي الدول وخاصة اسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا لأسباب متعددة، ويضم الاتحاد الأوروبي أكثر من مليون ونصف مليون مهاجر من شمال المغرب وخاصة دولتي بلجيكا وهولندا وتليها اسبانيا وألمانيا ونسبيا فرنسا. ونجح أفراد هذه الجالية في تولي مناصب هامة في أوروبا مثل وزيرة التعليم الفرنسية السابقة نجاة بلقاسم، ورئيس بلدية روتردام الهولندية أحمد بوطالب. وبدأ نشطاء الريف في أوروبا يطرحون هذا الحراك الشعبي سواء من خلال لجان دعم أو في البرلمان الأوروبي.
في الوقت ذاته، تعتبر شواطئ الريف مصدراً للهجرة السرية عبر قوارب الهجرة، ولهذا تحضر في مشاريع الاتحاد الأوروبي سواء الأمنية أو الاستثماراتية للحد من الهجرة. ويضاف الى كل هذا عامل آخر مقلق وهو بدء استغلال عصابات إرهابية للحشيش الذي تنتجه منطقة شمال المغرب وبدأ توظيفه في الإرهاب.