أكاديميون وباحثون يسلطون الضوء في ندوة بسلا على المشهد السياسي والحزبي الراهن

سلط أكاديميون وباحثون الضوء على المشهد السياسي والحزبي الراهن، وذلك خلال ندوة علمية نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني مساء أمس الثلاثاء بسلا.

وأبرز المتدخلون خلال هذه الندوة التطورات التي يعرفها المشهد السياسي، وكذا الأدوار التي يضطلع بها مختلف الفاعلين بالإضافة إلى بعض الشوائب التي مازالت ترخي بظلالها على الفعل الحزبي. وفي هذا الإطار أكد عبد الله ساعف، أستاذ العلوم السياسية أن من مميزات المشهد السياسي الحالي، تعزيز دور ومكانة الدولة بفضل الإجراءات التي تم اتخاذها، خلال الأزمة الصحية وما بعدها، لمواجهة تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية وهو ما مكن من بناء “علاقة جديدة بينها وبين المجتمع”. وأوضح السيد ساعف مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، أن “هناك فرقا بين قوة الدولة وموقع وأداء وفعل مختلف الفاعلين السياسيين ومختلف المؤسسات سواء الحكومة و البرلمان أو المعارضة والنقابات”، مبرزا أن “الحدود الموجودة في هذا المشهد، غير واضحة ولا يمكن تمييز هذا القطب عن الآخر، وذلك علاوة على الإشكاليات المتمثلة في النقص في حيوية ودينامية الفعل السياسي”.

من جانبه، سجل الباحث أحمد عصيد تفاقم الهوة بين المكتسبات التي جاء بها دستور 2011 والممارسة السياسية، مشيرا إلى أهمية استكمال الإصلاح السياسي من أجل الشروع في الأوراش التنموية الكبرى.

وأضاف أن الساحة السياسية المغربية “تعاني من ضعف المبادرات الحزبية، وضمور الفكر السياسي، حيث إن النخب الحزبية والطبقة السياسية التي يفترض أنها مشتل للأفكار السياسية، لا تنتج مفاهيم جديدة للمرحلة القادمة”.

وفي السياق ذاته، تطرق أستاذ العلوم السياسية، عبد الحميد بنخطاب إلى الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الأحزاب السياسية والإكراهات التي تواجهها في إطار التحولات التي يشهدها المغرب، مشيرا إلى أن الأحزاب تشكل “فضاءات مؤسساتية تلعب دورا أساسيا يتم إغفاله في غالب الأحيان، ويتمثل في توفير منبر للأفراد للتعبير عن أفكارهم وتطلعاتهم فضلا عن كونها تعمل على تأطيرهم”.

وأضاف رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية، أن هناك إرادة سياسية لدعم الاحزاب وتقويتها وهو ما يتجلى من خلال الدعم العمومي الذي يمنح لها حتى تقوم بأدوارها “رغم أن مردوديتها تظل موضوع نقاش” على حد تعبيره.

أما محمد بنهلال، أستاذ التعليم العالي، فقد تناول في مداخلته التداخل بين المرجعيات الحزبية، حيث أكد أن “تاريخ الأحزاب السياسية المغربية شهد عدة محاولات للتكتل، كان بعضها خلال مرحلة متأزمة من التاريخ السياسي المغربي، وخاصة تلك المتعلقة ببناء الكتلة الوطنية”. واعتبر السيد بنهلال، أن المشهد السياسي المغربي تأسس انطلاقا من القطبية الثنائية بين اليسار واليمين، “رغم أن هناك صعوبة أحيانا في تحديد مرجعيات بعض الأحزاب السياسية”، مبرزا أن “الثابت في التحالفات الحزبية التي شهدها المغرب، هي أنها تتشكل عشية الانتخابات، وتنفض بمجرد ظهور النتائج، لتظهر مسألة التوافق حول الحكومة”.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار برنامج “السياسة بصيغة أخرى” الذي تشرف مؤسسة الفقيه التطواني على تنظيمه، و الذي يروم بالأساس التفكير في مداخل جديدة لمقاربة وممارسة الفعل السياسي بالمغرب بغية استحداث أنماط جديدة للتفكير.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد