أسرة المقاومة تخلد الذكرى الـ65 لـ معركة الدشيرة الخالدة

احتضنت جماعة الدشيرة المركز، امس الثلاثاء، حفل تخليد أسرة المقاومة وجيش التحرير، الذكرى الـ 65 لمعركة الدشيرة الخالدة، والـ 46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم المسترجعة بعد المسيرة الخضراء.

حيث أشرف على الحفل المخلد للحدث التاريخي، مصطفى لكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتعتبر معركة الدشيرة حلقة ذهبية ترصع سلسلة الأمجاد والملاحم البطولية دفاعا عن الوحدة الترابية التي تحققت بفضل النضال المستميت للعرش والشعب، والذي تكلل بالمسيرة الخضراء المظفرة وإنهاء الوجود الأجنبي بالأقاليم الجنوبية.

وافتتح الوفد الذي يزور جهة العيون لمدة ثلاثة أيام، أنشطته المخلدة لذكرى معركة الدشيرة بقراءة الفاتحة على روح شهداء المعركة التاريخية الذين استشهدوا خلال الغارة التي دحرت الجيش الإسباني سنة 1958 من نفس اليوم، ليقف بعد ذلك على زيارة فضاءات “الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالدشيرة”، وزيارة ساحة “شهداء معركة الدشيرة”.

“الاحتفالات المخلدة اليوم للذكرى الـ 65 لمعركة الدشيرة الخالدة، والـ 46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم المسترجعة بعد المسيرة الخضراء تأتي كإعتراف سامي بالجهود والتضحيات التي قدمها أباء وأجداد ساكنة هذه الأقاليم”.

وأضاف بنمسعود سيداتي رئيس جماعة الدشيرة ، في تصريح صحفي، أن “زيارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالدشيرة، وساحة شهداء معركة الدشيرة، يؤكد حرص المجلس الجماعي على حفظ الذاكرة والاحتفاء بدم شهداء المعركة التاريخية وترسيخ تاريخ هذه المنطقة في فكر الناشئة”.

وأوضح رئيس المجلس، أن “ساكنة الجماعة ساهمت في بلورة وتثمين المشروعين الثقافيين عبر المشاركة المكثقة واشراك أبنائهم للاستفادة من المرافق العمومية الهامة” مشيرا الى أن “الجماعة مقبلة في المستقبل القريب على تبني استراتيجيات جديدة للنهوض بالقطاع الثقافي بالمنطقة”.

مصطفى لكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، قال في تصريح مماثل خلال زيارة الوفد الرسمي لجماعة الدشيرة المركز، أن “الشعب المغربي وفي طليعته أبناء المناطق الجنوبية المسترجعة، قد واصل مسيرة النضال البطولي من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة” مشددا على أنهم “ظلوا مجسدين لمواقفهم الراسخة وتمسكهم بمغربيتهم، إيمانا ببيعة الرضى والرضوان التي تربطهم بملوك الدولة العلوية الشريفة، رافضين لكل المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية”.

وأكد المندوب السامي، أن “معركة الدشيرة تعتبر بحق معلمة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني، ألحق فيها جيش التحرير هزيمة نكراء بقوات الاحتلال الأجنبي في الفترة من 1956 إلى 1960، وتظل ربوع الصحراء المغربية شاهدة على ضراوتها كمعارك “الرغيوة” و”المسيد” و”ام لعشار” و”مركالة” و”البلايا” و”فم الواد”.
وأورد الكثيري، أن “قوات الاحتلال لجأت إلى عقد تحالف في معركة فاصلة خاض غمارها جيش التحرير بالجنوب، تلك المعركة التي اشتهرت باسم “اكوفيون”، مضيفا أن “هذه الوقائع كانت شاهدة على مدى وقوة الصمود والتصدي في مواجهة التسلط الاستعماري تعزيزا للأمجاد البطولية التي صنعها المغاربة لإعلاء راية الوطن خفاقة في سمائه وفي سائر أرجاء ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة”.

كما لم يفوت المتحدث الفرصة للتذكير بـ “الصعوبات التي واجهت المقاومة المغربية، في ظل الوجود الأجنبي الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن، وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الاسبانية بالشمال والجنوب،

فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي”، لافتا الى أن “كل هذا جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب خلالها تضحيات جسام في غمرة كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من قبضة الاستعمارين الفرنسي والإسباني المتحالفين ضد وحدة الكيان المغربي، إلى أن تحقق الاستقلال الوطني في 16 نونبر 1955”.

المصدر ميديا : محجوب الانصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد