إنضاف فرد جديد إلى مجموعة اللاجئين السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية بإنجاب إحداهن لطفل في ظروف لم يضفي عليها قليل من الإنسانية إلا هبة ثلة من سكان إقليم فكيك لمساعدة هؤلاء الضعاف بما تييسر من طعام ودواء.
اليوم ونحن على أعتاب اليوم العالمي للأسرة الذي يحتفل به العالم في الخامس عشر من شهر ماي من كل سنة، نقف وقفة تأمل أمام هذه الحالة المؤسفة التي تعيشها تلك الأسر السورية وقد أوصدت من خلفهم ومن بين أيديهم بلاد العرب، نقف لنتسآل عن مسببات هذا الوضع النشاز والغاية منه.
في تقديري من اتخذ القرار بطرد هؤلاء المساكين ومن لا يزال لم يتخذ القرار بايوائهم يعلم قبل غيره أن المسألة أصغر من أن تمكنه من تسجيل أهداف في مرمى خصمه، وأقل حجما من أن تمثل إحرازا لنصر على غريمه بل وحتى ليست بالقرار السيادي الذي يتطلب عميق تخطيط و دقة تنفيذ بل الأمر يتعلق فقط بأسر من آباء وأمهات وأبناء مكلومين مظلومين جار عليهم الحاكم و القريب والبعيد وشردتهم الحرب ولم يجدوا من ملجأ للعيش بعيدا عن الدم والدمار إلا بني عمومتهم من العرب .
وبما أن المسألة إنسانية بسيطة ونحن من طبيعتنا الهروب من المسؤولية وراء تعقيدات التفاصيل ونظريات المؤامرة فقد اكتشفت بحسي العربي “السوبر متقد” ما يلهيني عن تأنيب الضمير، ضمير العاجز عن فعل أي شيء باكتشاف السبب الحقيقي وراء مأساة هؤلاء المساكين وهي أن الأخوين الحبيبين المغرب والجزائر قررا في اطار التضامن والتآزر بين البلدين و في سياق التعامل معهم تطبيق مقولة انا وأخي على ابن عمي ……
لكم الحب والود وقبل كل ذلك لكم رب كريم بني عمومتنا لاجئي الحدود الدولية بين الجارتين .
اشارة لابد منها : في هذا اليوم الذي يحيي فينا الفكرة، فكرة أن الأسرة هي النواة الأساس لبناء الفرد القادر على تشيد مستقبل الوطن، تتكوم الكلمات في الحلق، بسبب ما آلت إليه الأسرة المغربية، إذ باتت مقابلا للتفكك والانكسار، في ظل واقع انحدرت فيه قيم كانت سابقا هي أساس الاستمرار من أجل انجاح أهم مؤسسة اجتماعية، ترى ما السبب في ذلك ؟