أخنوش يدعو المرأة التجمعية إلى إصدار كتاب أبيض يتضمن التوصيات المتعلقة بمدونة الأسرة
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش خلال كلمته الافتتاحية صباح اليوم السبت 4 مارس 20230 خلال انعقاد اشغال الدورة الثانية لقمة المراة التجمعية على أن اختيار “تمكين المرأة، رافعة لمغرب مزدهر” شعارا لهذه القمة، يكتسي أهمية بالغة، تعود للدور المهم الذي تلعبه المرأة في بناء مغرب التقدم والكرامة، كما يريده جلالة الملك، نصره الله.
وتابع رئيس الحكومة ” أن انعقاد هذه القمة يتزامن مع تخليد اليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة لنثمن الإنجازات والمكتسبات، في ما يتعلق بقضايا المرأة، لكن وقبل كل شيء، لنسعى بالدرجة الأولى إلى مواجهة التحديات، وقياس المسافة التي ينبغي قطعها في أسرع وقت لتدارك مكامن القصور لبلوغ مغرب العدالة الاجتماعية .. مغرب المساواة الذي تسعى إليه كل القوى الوطنية”.
واعتبر زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار أن عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، اتسم بحمولة حقوقية وبطموحات شجاعة وحكيمة لتوسيع مجال الحريات وترسيخ حقوق الإنسان، وفي هذا الإطار تم خلق هيئة الإنصاف والمصالحة كنموذج فريد للعدالة الانتقالية، وألقى جلالته خطاب “أجدير” الذي تضمن تصورا جديدا للهوية المغربية، من خلال إعادة الاعتبار للثقافة واللغة الأمازيغية، وصولا إلى دسترتها، وفي زخم الإصلاحات، أولى جلالة الملك اهتماما متواصلا وعناية خاصة بقضية المرأة، تم تتويجهما باعتماد “مدونة الأسرة” سنة 2004، والتي شكلت حينذاك ثورة هادئة قياسا بمثيلاتها من التشريعات في محيطنا العربي والإسلامي، حيث جسدت تميز المدرسة الفقهية المغربية القائمة على الاجتهاد. كما وازنت بين التمسك بجوهر العقيدة الإسلامية والانفتاح على الواقع المعيش والمحيط الحضاري. وهو الأمر الذي لم يكن ليتحقق لولا فضل ممارسة جلالة الملك لاختصاصاته الدينية كأمير للمؤمنين.
وكشف اخنوش أن مدونة الأسرة مكنت في وقتها من حماية حقوق المرأة والطفل ووضعية الأسرة والمجتمع، وهو ماشكل مكتسبات ثورية يعود الفضل الأول فيها لحكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس، الا أنه بعد عقدين من الممارسة القضائية لمدونة الأسرة ظهرت بعض مظاهر القصور عن مواكبة التطورات والتراكمات الحقوقية والمجتمعية المكتسبة خلال السنوات الماضية.
في هذا السياق عدد رئيس الحكومة النقط التي ينبغي ان يطالها التغيير في المدونة الحالية ” فعلى سبيل المثال ربطت مدونة الأسرة في صيغتها الحالية أهلية الزواج بسن الرشد القانوني. كما أتاحت في نفس الوقت، بالنظر لبعض الظروف الاجتماعية الخاصة، تدابير استثنائية تسمح بزواج القاصرات بإذن قضائي، لكن نتأسف لكون كل المعطيات والأرقام تظهر أن هذا الإجراء “الاستثنائي في مقاصده” تحول إلى ما يشبه القاعدة في تنزيله، وتحولت مسألة “الولاية الشرعية” في بعض حالات الطلاق، إلى موضوع شائك ومعقد، أصبح يفرض إعادة النظر في بعض الجوانب، بتغليب مصلحة الأطفال أمام أي اعتبار خلافي ضيق بين الطليقين، فمثل هذه الأمور على سبيل الذكر لا الحصر، أصبحت تشكل تحديات لروح مدونة الأسرة وأسمى غاياتها ألا وهي حماية الحقوق الأساسية للمرأة والطفل وتحصين الأسرة من الانزلاقات ونزعات التمييز، وقد أبى جلالة الملك نصره الله إلا أن يكون مرة أخرى أول من يدعو بعنايته المولوية وحكمته المتبصرة إلى تحيين الآليات والتشريعات المرتبطة بالمرأة والأسرة، حيث أكد جلالته في خطاب العرش الأخير أن مدونة الأسرة في صيغتها الحالية أصبحت غير كافية، وإن كانت شكلت قفزة إلى الأمام حين إقرارها. ذلك لأن التجربة أبانت عن عدة عوائق تحول دون تحقيقها لمجمل أهدافها “.
ويأمل اخنوش ان يوفق الاجتهاد الفقهي المغربي الذي أبان عن تفرده في إطار إمارة المؤمنين، سيبدع مجددا إصلاحات تواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وترتقي إلى مستوى الطموحات الحقوقية.
ودعى أخنوش الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، إلى العمل، قبل متم شهر يونيو القادم، إلى إصدار “كتاب أبيض”، يتضمن إلى جانب خلاصات النقاشات والتوصيات المتعلقة بالصيغة الجديدة لمدونة الأسرة، المقترحات الكفيلة بتحيين الرزنامة القانونية الخاصة بالمرأة، وبإدماج مقاربة النوع في مختلف السياسات العمومية. هذا الكتاب الذي سيتم اتخاذه بعد تبنيه من لدن المكتب السياسي للحزب، العرض السياسي والأرضية الترافعية للتجمع الوطني للأحرار فيما يخص قضية المرأة.