رغم أن الساحة الرياضية المغربية لم تشهد حراكا كبيرا خلال 2016، إلا أن بزوغ بعض الشخصيات الرياضية التي تعد على رؤوس الأصابع، و تأثيرها في المشهد الرياضي سيجعل ذاكرة هذه السنة التي مرت كالسحاب العابر، تتحدث عنهم رغم شح الإنجازات المحققة، حيث إن التأثير المذكور له ارتباط وثيق بالقاعدة الجماهرية التي يحضى يها كل رياضي سواء ممارس أو الذي في منصب المسؤولية.
المصدر ميديا يقربكم من أبرز الشخصيات الرياضية المغربية المؤثرة على مستوى الساحة الرياضية الوطنية و الدولية.
بدر هاري
لعل الملاكم المغربي ذو 34 ربيعا، يعتبر من أكثر الشخصيات الرياضية تأثيرا على المشهد الرياضي المغربي، حيث إن “golden boy” أسال حبر العديد من المنابر الإعلامية خلال سنة 2016 التي كانت مفصلية له، حيث أعلن فيها رغبته في الإعتزال بشكل رسمي و التفرغ لحياته الشخصية، ووعد الجمهور المغربي بأن يطل عليه من جديد بعد قطيعة دامت عاما ونصف، في “مباراة الاعتزال”التي قرر أن يواجه فيها الهولندي فيركوفن، و يختم مشواره الاحترافي بفوز أخير له في مسيرته.
لكن القدر شاء دون ذلك، بعد أن فشل هاري في الإقناع و انهزم بعد تعرضه لإصابة قوية على مستوى الساعد، ليخسر النزال الذي أثار موجة من الحسرة في قلوب الجماهير المغربية التي كانت تمني النفس بأن يوقع الملاكم المغربي على آخر انتصاراته قبل أن يطلق الحلبة دون عودة.
هيرفي رونار
تولي المدرب الفرنسي هيرفي رونار ، قيادة المنتخب الوطني بعد أن تمت إقالة الإطار الوطني بادو الزاكي بشكل مفاجئ ، خلف موجة من الاستياء لدى الرأي العام الرياضي، الذي لم يستسغ الإطاحة بالزاكي الذي قاد النخبة الوطنية نحو التأهل إلى التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، حيث اعتبر الجمهور أن الجامعة تسير وفق منطق”ارتجالي” وبالتالي فالتعاقد مع رونار لن يغير من حال المنتخب بشيء، خصوصا و أن الزاكي أعاد شيئا من البريق الذي افتقده المنتخب الوطني مند آخر مشاركة إفريقية له.
وتفاعل الوسط الرياضي المغربي كثيرا مع قدوم “الثعلب الفرنسي” الذي تولى الإشراف على الجهاز الفني للأسود، حيث تم في كثير من المناسبات انتقاد قرارته المجحفة في حق بعض اللاعبين، خاصة أولائك الذين أبعدهم عن التشكيلة دون سبب وجيه، إذ أن الفرنسي لم ينجح إلى حدود الساعة في إقناع الشارع الرياضي وتحسين أداء النخبة الوطنية ، بعد جملة من التغييرات التي أحدثها و التي لم تعطي أي نتيجة إلى حدود الساعة.
سعيد حسبان
منذ توليه تسيير نادي الرجاء البيضاوي مع بداية 2016 بعد استقالة الرئيس السابق محمد بودريقة، كل الجرائد انكبت على الرجل لتبحث بنغم عن ماضيه الرياضي وتربط ذلك بقدرته على إعادة الفريق المتهالك إلى الواجهة.
تصريحاته و خرجاته الإعلامية المستفزة جعلت الرأي العام الرياضي يضعه في “الخانة الحمراء”، حيث خلف موجة من الانتقادات اللاذغة على اعتبار أنه لم ينجح في تصحيح الأوضاع داخل القلعة الخضراء بل زاد الطين بلا، خصوصا و أنه تبنى سياسية تسييرية “عشوائية و ارتجالية” كما وصفها أنصار الفريق، و التي أغرقت الرجاء في مستنقع الأزمات و حولت الفريق من النموذجي إلى المبعثر.
وزاد حسبان من تهييج الشارع الرياضي المغربي، بعد أن ثبت تورطه في قضايا النصب و الاحتيال على منخرطين في الفريق ، والذين طالبهم بدفع سومة الانخراط له بشكل مباشر و عدم اللجوء إلى الإدارة الرجاوية حسب القوانين الجاري بها العمل ، حسب ما تداولته وسائل الإعلام الوطنية، و هو ما ما خلق موجة كبيرة من الانتقادات التي طالته بعد أن كشفت أوراقه و تبين أنه يسير بالفريق نحو طريق مسدود لا مخرج منه.
حكيم زياش
اللاعب المغربي الشاب المحترف في صفوف أياكس أمستردام الهولندي ، كان حديث الساعة خلال الأشهر الأخيرة من العام النصرم ، حيث خلف إسقاط إسمه من لائحة المنتخب المشاركة في “كان الغابون” موجة غضب كبيرة تبناها الرأي العام الرياضي، الذي انتقد كثيرا قرار المدرب الوطني، و طالب بإشراك زياش مع المنتخب نظرا لقيمته الفنية كلاعب بالإضافة إلى حضوره القوي مع ناديه الهولندي.
وتعاطف الجمهور الرياضي كثيرا مع حكيم خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها للصحافة الهولندية ، حيث أوضح أنه يحترم قرار المدرب الذي أبعده عن المشاركة في كأس إفريقيا للأمم2017. و هو ما زاد من حدة الغضب لدى الجمهور الذي اعتبر أن أحسن لاعب في الدوري الهولندي الممتاز، “ظُلِمٓ” من طرف الناخب الوطني و أن الجامعة كان عليها أن تحسم هذا الأمر خاصة و أنه لاعب موهوب و فضل حمل القميص الوطني تاركا هولندا ورائه.
محمد الربيعي
تابعت الملايين من الجماهير المغربية الشغوفة برياضة الملاكمة، مسار الملاكم محمد الربيعي ، خلال مشاركته الأخيرة في دورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها العاصمة البرازيلية ريو ديجينيرو صيف 2016، حيث ظهر الربيعي بمستوى مشرف بعد أن فاز في مبارتين في أول مشاركة له في الأولمبياد ، ليتأهل إلى مباراة النصف النهائي في وزن 69 كلغ، للتوقف طموحاته في هذا الدور بعد فشله في الوصول إلى مباراة الختام، وبذلك كان الرياضي المغربي الوحيد الذي أهدى النحاسية للمغرب، في الدورة التي لم تحقق فيها الرياضية المغربية أي إنجاز يذكر.
و تفاعل الشارع الرياضي كثيرا مع مشاركة الربيعي في دورة ريو، حيث كان يعوِلُ عليه الجمهور تشريف الراية المغربية و تحقيق الذهب، إلا أنه قدم كل ما في وسعه و رفع الراية عاليا رغم إقصائه، و هو ما جعل الجمهور يشيد بالروح القتالية العالية التي ظهر بها الملاكم المغربي. الذي أضحى حديث الساعة طيلة أشهر عديدة بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية.
محمد أمكون
العداء المغربي البارالامبي، محمد أمكون مسح الصورة المخيبة التي رسمها الأبطال المغاربة في أولمبياد ريو، حيث تمكن من الفوز بذهبية 400 متر محطما بذلك الرقم القياسي العالمي المسجل في هذا السباق.
وتابع الجمهور الرياضي المغربي تألق العداء المغربي محمد أمكون، الذي تمكن من تحطيم الرقم القياسي العالمي بتسجيله 47 ثانية و15 جزءا من المائة، وبهذه النتيجة كان قد حطم رقمه القياسي العالمي 47:83 ثانية والذي كان قد حققه في بطولة العالم بالدوحة سنة 2015.
وأشاد الرأي العام الرياضي بما حققه البطل في دورة الألعاب البارالمبية، الذي أنسى الجمهور انتكاسة الرياضيين “الأصحاء” الذين عادو بخفي حنين من البرازيل و في جعبتهم نحاسية واحدة حققها الربيعي.