هل أصبح أبناء المسؤولين المغاربة فوق القانون؟

أثارت واقعة إتصال أحمد اخشيشن رئيس جهة مراكش اسفي، بعدد من المسؤولين الكبار خاصة بالأمن بالعاصمة الرباط، حسب ما كشفت مصادر صحفية، لمنع تسريب خبر اصطدام ابنته بسيارة في ملكية الجهة من نوع ‘هيونداي’ الى الصحافة والرأي العام، ضجة كبيرة، وأعاد إلى الواجهة نقاش حول “ولاد الفشوش” وسيادة القانون فوق الجميع، وطرح سؤال: هل أصبح أبناء المسؤولين فوق القانون؟

واقعة أخشيشن أعادة إلى الواجهة، قضية “أولاد الفشوش” من من يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب وفضة، ويستفيدون من علاقات قوية داخل أجهزة الدولة، تفتح الباب أمام نظام «النومنكلاتورا الجديدة»، فلطالما تناقلت الألسن حكايات عن أبناء وبنات مسؤولين كبار في الدولة، يضعون أيديهم فوق المشروع الفلاني أو تحتكر المجال العلاني، وكشفت وقائع وقضايا عرضت على المحاكم، فضائح لكبار ابناء المسؤولين.

الجميع يتذكر  فضيحة ولد الدرهم “ولد الفشوش” الذي أثار فيديو “الكونستاتر” ضجة عارمة حوله، وعجل بوضع القضية ضمن مسار المتابعة، الذي وضع ضمنه عناصر الأمن التي باشرت إجراءات المعاينة وتدبير حركة السير بمكان الحادثة، قبل أن يتم إدانة “حمزة الدرهم” ابتدائيا بسنتين سجنا نافذة وغرامة مالية قيمتها 15 ألف درهم، على خلفية تهم تتعلق بالسكر العلني وارتكاب حادثة سير وتخريب الممتلكات العمومية، قبل أن تعيد المحكمة الاستئنافية بالرباط، النظر في حكم المحكمة الإبتدائية وتقرر تبرأة  ”ولد الفشوش” من التهم المنسوبة إليه.

كما تذكرنا الواقعة بواقعة “ابنة بنشماش” الأمين العام للبام ورئيس مجلس المستشارين، التي قيل أنها دخلت في مشادات كلامية مع رب أسرة مغربية مقيمة ببلجيكا، بسبب الازدحام المروري الناتج عن الأشغال المتعلقة بإنجاز الجسر المعلق بمدار سيدي معروف وطريق النواصر.

وفي ذات السياق، كشفت مصادر صحفية، عن إعتقال نجل جنرال معروف رهن تدابير الحراسة النظرية، بعد أن تم توقيفه من طرف عناصر أمنية، مساء أول أمس، بحي أكدال الراقي بالرباط على متن سيارة فارهة، في حالة سكر طافح.

إبن المسؤول حسب ذات المصادر، رفض الانصياع للأوامر الصادرة عن رجال الأمن، قبل أن تصدر تعليمات بتطبيق المساطر القانونية الجاري بها العمل، حيث تم حجز السيارة ونقلها للمستودع البلدي، في حين تم توقيف نجل الجنرال واقتياده إلى مقر المداومة للاستماع إليه قبل أن تصدر تعليمات من النيابة العامة بوضعه رهن الحراسة النظرية في انتظار تقديمه للعدالة بجنحة السياقة في حالة سكر.

فضائح أبناء المسؤولين  ليست إلى الشجرة التي تخفي غابة نظام “شكون باباك”، وواقع نظام «النومنكلاتورا الجديدة» التي أصبحت تتباهى بمراكز الأباء وقوة الجاه، في ظل تدخل الأباء المسؤولين لتستر على فضائح تعالي أبنائهم على سلطة القانون.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد