نفوق أسماك البوريMULET تدق ناسوق الخطر حول الخطط الاستباقية للحد من التغيرات المناخية

عرف واد ماسة المتواجد في دوار أملالن، الكائن بالجماعة القروية لسيدي واساي التابع لمنطقة ماسة في الفترة الأخيرة ظاهرة نفوق أعداد من أسماك البوري Mulet والتي تعيش ما بين المياه العذبة والأجاجة.

ظاهرة قد تبدو للوهلة الاولى أنها غريبة عن المنطقة الى أن البحث في الاسباب يحيل بشكل تلقاي الى ظاهرة التغيرات المناخية التي ماتزال ترى بظالها على الحياة.

هذه التغيرات المنخاية التي حولت الوادي الى مجموعة مستنقعات راكدة نتيجة تركد المياه في عدة مقاطع إلى ما يشبه بركة آسنة عبارة عن مستنقعات تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع خصوصا الأوكسجين، فأن إنعدام حركة وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي التي تمكن من تفاعل طبيعي ينتج معه حركية ودوران سلس وتبادل للغازات اللازمة لحياة مجموعة من الأنواع الأحياء مثل أسماك (البوري Mulet)، تفضي الى موتها التدريجي او بشكل جماعي، بالإضافة إلى الارتفاع المهول والكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة وهو العامل الأساسي لنفوق الأسماك بينما تفر الضفادع لقدرتها على التأقلم خارج الماء، وليس السبب التلوث بمواد سامة أو سوائل قاتلة وهذه الحالات تكون عادة في المياه الراكدة التي تنخفض فيها نسبة الاوكسجين بشكل حاد ويتغير لون الماء وتتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا وبالتالي تقضي على الحياة تدريجيا إلى أن تجف البركة بفعل الحرارة والجفاف.

في سياق آخر أكد مصدر مطلع للمصدر ميديا بأنه إطار التفاعل مع ما حدث حل اليوم الاثنين 16 شتنبر المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث التابع لكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة  من أجل أخذ عينات  لإخضاعها للتحليلات المخبرية لمعرفة أسباب نفوق الأسماك.

كما حلت أمس لجنة جهوية تضم مجموعة من المسؤولين المحليين وتم التوقيع على محضر رسمي في الموضوع يتضمن عملية طمر الأسماك المذكورة تفاديا لانتشار الامراض والروائح الكريهة وعملية أخذ عينات من ماء بالموقع المذكور لاخضاعها للتحليلات المخبرية.

المصدر ميديا ربط اتصالا هاتفيا مع رئيس جمعية بييزاج للبيئة رشيد فاسح بخصوص الأسباب الكامنة وراء نفوق هذه الأسماك والحلول التي يمكن اقتراحها ” من الصعب جدا الحديث عن حلول حول مشكل نفوق اسماك البوري خاصة اننا نتحدث عن الظاهرة في منطقة تعرف الجفاف ونذرة المياه وضغط الطلب عليه، وهذا ما يحيل بشكل تلقائي على اقبالنا مستقبلا على جفاف هذه الوديان ”.

ويضيف ذات المتحدث ” ان اختفاء هذا النوع تحديدا من اسماك البوري ينذر بامكانية حدوث خلل في الدورة البيئة في منطقة رطبة تدق ناقوس خطر التغيرات المناخية ، فنحن اليوم أمام تحديات كبيرة تتطلب بحثا ميدانيا من أجل ايجاد او تقديم حلول استباقية لباقي الوديان المهددة بالتغيرات المناخية ”.

وحسب بلاغ جمعية بييزاج للبيئة فإن إنعدام جريان المياه بشكل متواصل بالوادي نتج عن انعدم تدفق المياه من سد يوسف بن تاشفين المتواجد بالأطلس الصغير وهو المزود الأساسي والرئيسي للمياه الصالحة للشرب بمناطق تزنيت واشتوكة ايت بها وباقي المناطق المجاورة، ولكن بفعل الجفاف الحاد هذه السنة فإن حقينة السد أصبحت جد متدنية وتكفي فقط لسد الاحتياجات الاساسية للماء الصالح للشرب بينما الفلاحة ستصبح هي الأخرى اول ثاني المتضررين حيث لا تتعدى الاحتياطيات 15 بالمئة، وهي أدني النسب من المسجلة بهذا السد، مما يدل على ثقل مشكلات الماء المطروحة بحدة بجهة سوس ماسة، التي تلقي بظلالها في القادم من الشهور في حالة لا قدر الله توالت سنة أخرى من الجفاف الحاد وتتحول بالتالي منطقة سوس ماسة إلى مناطق صحرواية جافة نتيجة توالي سنوات القحط والجفاف الحاد، مما يستوجب التعامل مع ندرة الماء والتكيف مع وقع التغيرات المناخية على المنطقة ككل، والتي افرزت أول ضحاياها فقدان أنواع من التنوع البيولوجي للأسماك التي تعيش في الوادي.

وهو ما دفع القائمين على الحوض المائي الى الاحتفاظ بما هو موجود لسد الخصاص والحاجيات الأساسية للماء الصالح للشرب، فمعلوم انه عند ارتفاع الحقينة أو خلال الفترات الماطرة التي تعرف إحتياطات كبيرة يتم خلال بعض الفترات السماح بتدفق مياه السد التي تمر في الوادي وهو ما يسمح لعديد كائنات منها الأسماك والطيور المهاجرة بدلتا الوادي من التكاثر والعيش. وقد اكدت مصادرنا ان ظاهرة نفوق هذه الأسماك ليست وليدة اليوم بل عاشت المنطقة في أماكن مختلفة من الوادي نفس الظاهرة خلال 2013 و2016 والآن 2019 وهو ما يؤكد أنها ظاهرة تتكرر كل ثلاث سنوات.

جدبر بالذكر أن الأسماك النافقة والتي تم معاينتها بوادي ماسة هي من فصيلة البوري الذي يعيش بين المياه العذية والمالحة بالتالي تتكاثر من خلال التوالد والتأقلم مع المحيط العذب، وتتغذى على العوالق والطحالب بقعر الوادي، ويتميز هذا الصنف بوجود زعنفتين منفصلتين على الظهر، وفم صغير مثلث، وبعدم وجود عضو للخط الجانبي، وهو يتغذى على الفُتَات، ومعظم أنواعه لديها معدة عضلية غير معتادة وبلعوم معقد للمساعدة في الهضم.

وتضم الفصيلة حوالي 80 نوعاً من سمك البوري موزعة على 17 جنساً، يعتبر البوري المخطط إلى حد بعيد من أنواع السمك الساحلية النهارية التى غالبا ما تدخل مصبات الأنهار وفروعها القريبة من الساحل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد