القصة الكاملة ل “المهمة المستحيلة” التي عرفتها فاجعة إجوكاك

مراكش : سعيد اوتنومر

في زوال يوم الأربعاء 24 من الشهر الحالي كانت عقاريب الساعة تشير إلى الرابعة عصرا، وأزقة حي معطى الله بمنطقة المحاميد بمراكش خالية بسبب الحرارة المفرطة التي عرفتها المدينة، وحده صوت محرك سيارة للنقل المزدوج كان يهدر.
اصروا الركاب على السفر؛ تبادل الجميع التحية والسلام والدعاء بسفر مبارك آمن، فيما شرعت السيارة تسلك طريقها نحو قدرها المحتوم، إذ بمجرد وصولها إلى دوار إميضل بجماعة إمكدال انقلبت الأحوال الجوية وتهاطلت الأمطار الرعدية بغزارة.
كانت سيارة النقل المزدوج، التي سبق لسائقها أن اقتناها مرات عديدة يعرفها حفرة بحفرة ؛ متجهة نحو جماعة تالوين بإقليم تارودانت، وعلى متنها خمسة عشر راكبا شباب اطفال شيوخ ينتمون إلى دواوير متفرقة أيت رحو وأكني وتاوريرت وتمقيت وتليوت.
وبمجرد وصول السيارة تراب جماعة إجوكاك، على الساعة السادسة والنصف، حاولت السيارة تجاوز مركبة خاصة، بإستعمالها إشارة التحذير، لكن القدر ساقها نحو نهاية مأساوية بالطريق الوطنية رقم 7؛ إثر انهيار جبلي أطمرها، وتسبب في مقتل ركابها.
-الناجون من الموت المحقق
الناجون من الكارثة المأساوية، سابقوا الزمن من اجل التبليغ عن الكارثة بإتصالات هاتفية رغم غياب شبكة الإتصال، لحظات قليلة تقاطرت ساكنة الدوار قبل السلطات، كان صعب على السلطات وصول مكان الحادث بسبب الاثربة التي قطعت الطريق بنقطتين فبل مكان الحادث.
-وصول الأهل والأقارب
ساعات قليلة تقاطر العديدون من كل حدب وصوب، من المحمدية والدار البيضاء ومراكش وتارودانت؛ فكان اللقاء بدوار توك الخير بالقرب من مكان الفاجعة، حيث قضوا ليلتهم ونهار اليوم الموالي ينتظرون بألم نهاية التنقيب عن فلدات اكبادهم واحبابهم المفقودين، فيما كانت الآليات تقلب جبالا من الأوحال والأتربة، وكلاب الدرك الملكي تشم ولا تدرك.
-المهمة المستحيلة
كانت معركة قاسية تلك التي خاضتها فرق الإنقاذ، التي كانت تعاني من ضعف الإمكانيات، والظروف الطبيعية المتقلبة، فالأمطار كانت تتساقط، وشعاب الجبال تسير سيولا، وما كادت عملية البحث تؤتي أكلها، حتى هوى ركام من الأحجار والأتربة من جديد، مما جعل فرص العثور على المفقودين ضئيلة.
-زمن التنقيب والبحت
ما يقارب 28 ساعة تطلبها البحث عن السيارة المفقودة، التي وجدت على الساعة الحادية عشرة ليلا من يوم الخميس، وعلى ظهرها أم وطفلها، مما يفسر أنها صارعت من أجل إخراج فلذة كبدها، لكنها اصطدمت بركام من الأحجار والأوحال منعها من إتمام مهمتها، فأسلمت روحها لبارئها.
-انتظار وشكوى
شيب وشباب، نساء ورجال، رابطوا بالمكان منذ وقوع الحادث المؤلم إلى حدود العثور على السيارة المفقودة. كان تفاؤلهم حذرا لأن طريقة البحث كانت بطيئة، حسب عبد اللطيف البرمكي، الذي فقد عمته؛ والذي استنكر إلى جانب آخرين طبيعة المعدات وطريقة البحث، مما أطال البحث عن السيارة المفقودة.
“لو كان ضمن المفقودين أجانب لقامت الدنيا ولم تقعد”.
-حال الجثث داخل مستودع الأموات قالت تصريحات متطابقة لأقارب الضحايا؛ الذين حجوا إلى مستودع الأموات بأبواب مراكش الذين وجدو الضحايا وسط المستودع في حالة يرثى لها، حيث صرحوا للمصدر ميديا بأن جثث الضحايا وجدوهم فوق الأرض كالمتلاشيات الشيئ الذي زاد من غضب العائلة بعد معانتهم التي عانو منها بمكان الفاجعة، حيث وضعت الجثث للتعرف عليها. وزاد المراكشيون بطريقتهم “لو استعانت لجنة البحث عن المفقودين بالباحثين عن الكنوز لأفلحت في العثور على السيارة”.
المصدر ميديا نقلت شكاوى الأقارب حول طريقة البحث وزمنه (28 ساعة) والأسلوب المعتمد، في ظل غياب التقنيات الحديثة التي تحدد موقع المعادن، فكان جواب عدة مسؤولين، أشرفوا على عملية الإنقاذ، الاعتراف بضعف الإمكانيات، والمطالبة بتقدير المجهودات التي بذلت.
وأسرت عدة تصريحات لأطر ومسؤولين، كانوا حاضرين خلال عملية البحث، أنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن الوصول إلى السيارة في وقت قياسي، لأن الأدوات التقنية التي يمكن أن تفيد في ذلك لم تكن موجودة لدى أي جهة من الجهات المعنية بالبحث عن المفقودين.
لا مطعم ولا محل تجاريا بمكان الفاجعة، لكن إرادة الخير كانت حاضرة، حيث تطوع الجمعويون والقرويون لإيواء وإطعام الضيوف من أقارب المفقودين وعناصر الدرك الملكي ورجال الوقاية المدنية والقوات المساعدة وسيارات الإسعاف وممثلي المنابر الإعلامية التي تدفقت على الدوار.
وصول الجثامين
مع الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة وصلت جثامين الضحايا الخمسة عشر لفاجعة إجوكاك إلى مستودع الأموات بمراكش، حيث تمت مباشرة عملية التحقق من هويات الضحايا واستقبال أفراد من أقاربهم، فيما واصلت عناصر الدرك الملكي البحث عن جثث محتملة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد