الفاتحي: البوليساريو لم تعد تبحث عن إيجاد “حل سياسي” بل عن “شرعنة الاعتراف بها”

كشف عبد الفتاح الفاتحي الخبير الإستراتيجي في قضايا الصحراء والشؤون الإفريقية، أن تأكيد مجلس الأمن الدولي على ضرورة تنفيذ توصية قراره الأخير رقم 2114 حول الصحراء، يضع المغرب في موقف حرج، ويكشف بالملموس أن البوليساريو لم يعد يعنيها إيجاد حل سياسي، بقدر ما أصبحت تبحث عن “شرعنة الاعتراف بها”.

وأكد الفاتحي، في إتصال للمصدر ميديا، أن دفع المغرب إلى الجلوس في طاولة المفاوضات مع البوليساريو، يضعه في موقف حرج، خصوصا وأن قراءة في خطابات الجبهة  الرسمية يكشف أنها  ” لم تعد معنية بإيجاد حل سياسي”، بقدر ما اضحت تبحث عن “شرعنة الاعتراف بها” ممثلا للتفاوض باسم الصحراويين، وبالتالي التحرك لضمان اعتراف دولي”.

وإعتبر الخبير الإستراتيجي في قضايا الصحراء والشؤون الإفريقية، أن  إعادة ” مجلس الأمن الدولي التأكيد على ضرورة تنفيذ توصية قراره الأخير رقم 2114 حول الصحراء، عبر الوصول إلى عقد مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، يضع المغرب الذي ” يعترض على أن تكون البوليساريو طرفا في المفاوضات لاعتبارات موضوعية تتمثل أن هذا الكيان الوهمي ليست له التمثيلية الشرعية للتفاوض باسم الصحراويين”، في موقف لا يحسد عليه.

واضاف الخبير الإستراتيجي في قضايا الصحراء، أن إقرار المجلس بضرورة عقد مفاوضات مع الجبهة يضع المغرب الذي يعتبر أن غالبية الصحراويين متواجدون بالأقاليم الجنوبية يدبرون شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية من خلال ممارسة ديموقراطية مستدامة ويتابعها مراقبون أمميون، في موقف حرج في مواجهة الكيان الوهمي الذي يزايد بتمثيلية ديكتاتورية، عبر ادعاءه أنها الممثل الشرعي والوحيد باسم الصحراويين الذين يحتجزهم  قصرا بمخيمات تندوف.

وأوضح الفاتحي، أن المغرب يعتبر الجزائر طرفا مباشرا في المفاوضات وليست عضو مراقبا فحسب، وأن لا إمكانية للتفاوض إلا مع جهة تمتلك مقومات الدولة.

وشدد الخبير في الشؤون الإفريقية، أن مجلس الأمن الدولي، وإن لم يدعو صراحة إلى تحديد معايير الأطراف المباشرة في المفاوضات، فإنهم يتفهمون الموقف المغربي من الجلوس في طاولة المفاوضات مع الجبهة، وذلك حينما شدد على أنه “لا يمكن التوصل إلى أي حل لمشكلة الصحراء دون موافقة المملكة”.

وأبرز الفاتحي، أنه على هذا الأساس، ستكون الجولة المقبلة لكوهلر لتحديد معايير وشكل المفاوضات صعبة للغاية، خصوصا وأن جبهة البوليساريو لا تمتلك مصداقية للتفاوض المباشر معها، في ظل عدم إستقلال قراراتها السياسية، وغياب أي تمثيل شرعي لها للتفاوض باسم ساكنة الصحراء، كما أن انتهاكاتها المتكررت للقرارات الأممية تجعلها محط “عدم ثقة” للتفاوض أو التوافق معها بالالتزام بتعهدات محددة.

يذكر أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء ، هورست كوهلر، قدم يوم أمس الأربعاء 8 غشت 2018، امام مجلس الأمن الدولي إحاطة بخصوص زيارته الأخيرة للمنطقة وكذا مختلف الاتصالات التي أجراها، وخاصة في الصحراء المغربية.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد