الباحث ابراهيم الصافي:في ذكرى 11 شتنبر.. الإرهاب يواكب عصر السرعة

بعد مرور 16 سنة على أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، وما خلفته من خسائر في الارواح، فان هذا الحادث الأليم مازال يأثر على وضعية المهاجرين المسلمين عموما والمغاربة خصوصا في أمريكا، وفي هذا السياق يقول إبراهيم الصافي باحث في العلوم السياسية وقضايا التطرف العنيف للمصدر ميديا ” عرفت الحركة الإرهابية تطورات متسارعة منذ أحداث 11 شتنبر، حيث تطورت الأساليب والأهداف، كما تعقدت التفسيرات العلمية التي حاولت معالجة ما يحفز الإرهابيين للانضمام للتنظيمات، بحث أنه إلى حدود اليوم لم تستطع كل الأطروحات النظرية تحديد عامل واحد مفسر لفهم العقلية الإرهابية وكيف ولماذا يصبح الأفراد إرهابيين، لتخلص في الأخير إلى أنه لا توجد عقلية إرهابية واحدة”.

وتابع الصافي ” كما أصبح الإرهاب يركز اهتمامه على اللجوء إلى الأحداث المشهدية للأفعال الإرهابية، من خلال استهداف أماكن لها رمزيتها لدى الدولة والمجتمع عبر وسائل عنيفة لا تتطلب أحزمة ناسفة ولا قنابل مفخخة، بل عبر “الدهس” بواسطة الشاحنات، والهدف من ذلك ليس هو قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء، بل الهدف هو عدد الذين سيشاهدون بشاعة الفعل عبر العالم، حتي يتمكن صناع الإرهاب من استهداف القلوب والعقول وزرع الخوف والرعب وسط المجتمع، لهذا يدخل اختيار الأماكن ورمزيتها بالنسبة للدولة والمجتمع، في إطار مخططات استراتيجية للدعاية وشن حرب نفسية، حتى تتمكن من رسم صورة في المخيال بأنها قوة لا تقهر”.

وأضاف الباحث قضايا التطرف العنيف ” وفي خضم موجة الاستقطاب الإرهابي، تجند أزيد من 2000 مغربي فكريا وتنظيميا في الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى المغتربين المقيمين بالدول الأوروبية أو ذوي الأصول المغربية، فالمغرب من بين الدول التي ساهمت الجماعات المتطرفة في مرحلة معينة بنشر مكثف للخطاب التطرف في ثنايا المجتمع، الأمر الذي جعل حضور الأفكار المتطرفة بشكل روتيني وسط المغاربة وخاصة استهداف الشباب المغاربة المقيمين في أوروبا نظرا لتوفر البيئة الروحية الهشة لهؤلاء الأمر الذي يسهل عملية تغذية هذه الأفكار وتحويل المتطرف إلى إرهابي هي الحلقة التي تشتغل عليها التنظيمات الإرهابية لتتمكن من اصطياد أشخاص “عاديين” لا تبدو عليهم علامات العدوانية، وحتى علامات التطرف غائبة لديهم، لكن إيقاظ الفكر المتطرف، يسهل عملية تحويلهم إلى جهاديين في ظرف قياسي وجيز، والحالات التي وقعت في العديد من الدول الأوربية والتي كان آخرها حادث برشلونة،حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من توقيفهم تكشف أن الإرهاب يواكب هو الآخر عصر السرعة، كما أصبح يسعى إلى الحفاظ على السلامة الشخصية لعناصر التنفيذ بدل الأحزمة الناسفة الأحداث الإرهابية التي وقعت في بعض الدول الأوروبية لها انعكاسات سلبية على المغاربة المقيمين بالخارج”.

وشدد ابراهيم الصافي على خطورة الأشخاص الحاملين للفكر المتطرف على المغرب في حالة عودتهم الى أرض الوطن قائلا ” كما أن الدول المستضيفة ستشدد الخناق على المغاربة ذوي الميولات المتطرفة، الأمر الذي قد يدفعهم للعودة إلى بلدهم الأصلي وهو ما يشكل خطورة على أمن الدولة والمجتمع. لكن ما يجب الوقوف عنده أن المغرب سيواجه في المستقبل القريب عودة الجهاديين المغاربة من بؤر التوتر في سوريا والعراق، وهو تهديد يشكل تحديا حقيقيا للأجهزة الأمنية وخطرا فكريا على المجتمع، فهؤلاء بعد دخولهم يكونوا قد اكتسبوا خبرة في استعمال الأسلحة بعد تدريبات يتلقونها في صفوف التنظيم الارهابي، وكذا تنفيذهم لعمليات إرهابية هناك. هذه العودة ستكون اضطرارية بعد انحسار الملاذات الآمنة وتقلص جيوب سيطرة تنظيم الدولة في سوريا والعراق”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد