الإضطرابات النفسية أزمة حقيقية تواجه بليون شخص حول العالم
ظل الإنسان في عصرنا الحديث ورغم الطفرة التكنولوجية التي اكتسحت العالم، والتقدم الملحوظ في شتى المجالات الحيوية والإنسانية، إلا أنه يعاني من أزمات نفسية وضغوط شتى جعلته يفقد توازنه الداخلي وراحة باله.
ومن المشاكل التي يعاني منها انسان اليوم وخاصة الشباب، نجد:
- العيش داخل عالم افتراضي هروباً من الواقع المعاش ومن التفكير في حلول لمشاكل حقيقية.
- الشعور بالتشتت الداخلي الذي يمنع الانسان من ايجاد أهداف واضحة تهم حياته وتطوره.
- المعاناة من بعض الصراعات الداخلية الناتجة عن ما يقوم به الشخص من مقارنة بينه وبين شخص آخر.
- الحياة الوردية التي يصورها بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي تدخل الإنسان في حالة استياء من نفسه وحياته.
- قلة الامكانيات والفرص التي تخول للشاب إثبات نفسه (كل في مجاله الخاص).
هذه المشاكل ما هي إلا غيض من فيض عشرات المشاكل التي يعاني منها شباب اليوم، إلى جانب مشكلات أخرى تتسبب جميعها باختلاف أنواعها وحدتها في مجموعة من الأمراض كالإكتئاب، الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإنتحار. بالإضافة إلى أمراض أخرى كإضطراب ثنائي القطب، والتشتت الذهني، وانعدام الثقة بالنفس، والوسواس القهري، ثم الإدمان بمختلف أشكاله (المخدرات، الخمور، العادات السيئة، وسائل التواصل الإجتماعي).
وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، في 9 أكتوبر 2020، على أن الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية كانت قبل تفشي وباء كورونا، لكنها تفاقمت أكثر بعد تفشي الوباء يقول:
“أصبحنا الآن نرى عواقب الجائحة على السلامة العقلية للناس، وما هذه إلا البداية. وتواجه فئات عديدة تشمل كبار السن والنساء والأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية خطرَ الإصابة باعتلال صحي شديد في الأمدين المتوسط والطويل إذا لم تتخذ أي إجراءات”.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية أبانت في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية في 9 أكتوبر 2020، على أن “ما يقرب بليون شخص في جميع أنحاء العالم يعاني من احدى أشكال الاضطرابات العقلية. إذ أنه خلال كل 40 ثانية يموت شخص ما بسبب الانتحار. وقد أصبح من المسلم به الآن أن الاكتئاب هو السبب الرئيسي للمرض والإعاقة في أوساط الأطفال والمراهقين“.