استفحال ظاهرة الهجرة السرية بالاقاليم الجنوبية للمملكة

تشهد الاقاليم الجنوبية للمملكة تدفقا كبيرا للمرشحين للهجرة الغير شرعية القادمين اساسا من دول جنوب الصحراء ونظرا لاستحالة العبور او لفشله تكون السلطات الاقليمية مضطرة لاعتراض واستقبال الاعداد الكبيرة من المرشحين حيث يبلغ عدد الموقوفين سنويا مايفوق 3040مرشح من جنسيات مختلفة وتكلف عملية ترحيل الواحد من هؤلاء الى بلده الاصلي ما يفوق1200 درهم مما يشكل عبئا لصندوق الدولة.

*بسبب قرب المسافة بين مدينة العيون والجزر الكناري وطول الشواطئ حيث تتعدى 600كلمتر وشساعة المنطقة ساعد كل ذلك في تنشيط ظاهرة الهجرة السرية حيث تقوم السلطات المحلية بالاقاليم الجنوبية شهريا بايقاف ما يزيد عن مائة مرشح ينتمون لدول افريقيا جنوب الصحراء اما سنويا فيتم انقاض مابين 300 و450 مرشحا في عرض البحر كما تلفظ الامواج سنويا مابين ثلاثون الى خمسون جثة ناهيك عن الذين يبتلعهم عباب البحر وهم بالمئاة .ويستعمل هؤلاء في هجرتهم اما قوارب مسروقة من الموانئ كميناء طرفاية الذي شهد قبل سنوات سرقة عدة قوارب ليبقى مالكوها عرضة للتشرد او جلب هياكل الصنع من ورشات للنجارة من المدن الشمالية ويتم تركيبهم بالعيون ليتم حمل ازيد من تسعون فردا يتكدسون في القارب الواحد مما يحتم على هؤلاء ركوب المخاطر بسبب القارب الغير جيد الصنع والامواج العاتية .
ورغم الحملات التمشيطية التي تقوم بها المصالح الامنية فانها لم تحد من الظاهرة رغم استقدام كتائب عسكرية ومجموعات من القوات المساعدة ترابط على الشواطئ غير ان شساعتها تقف عائقا لمحاربة هذه الظاهرة كما ان اللجنة الاوروبية التي قامت بزيارة المنطقة ووعدت السلطات المحلية بالعمل على تزويد المنطقة بالامكانيات المادية والات رصد المرشحين السرين لم يتم الوفاء بالوعد لتترك السلطات المحلية تتدبر امرها لوحدها.

* البحر مقبرة المهاجرين

يلفض البحر سنويا ازيد من ثلاثون جثة وتارة تكون عبارة عن هياكل بشرية ويتم دفنهم بارقام نظرا لاستحالة التعرف على هوياتهم حيث يتحول الاسم الى رقم عند ادارة المستشفى وحتى اسرهم في حالة البحث عن اقرباءهم يستحيل التعرف عليهم بسبب ذلك والتحلل الدي يصيب الجثث ليبقى اكثر عدد المختفين ومجهولي المصير من الحالمين بالعيش الوردي في الضفة الاخرى. اما الذين يتم ايقافهم احياء فبعد التحقيف من هوياتهم يتم ايداعهم بمركز الاستقبال بالعيون السفلى في انتظار ترحيلهم الى بلدانهم الاصلية وتارة يستحيل تحديد جنسياتهم بسبب عدم توفرهم على وثائق ثبوتية .و تتربع دولة السنغال على راس قائمة المرشحين للهجرة السرية الوافدين على الاقاليم الجنوبية بسبب غياب اي تاشيرة بين البلدين متبوعة بموريتانيا ومالي وتبقى معضلة انسانية كبيرة تتجلى في عدد الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول الى الضفة الاخرى والذين يصعب تحديد عددهم ،ورغم ذلك فان الموقوفين دائما يصرحون في محاضر اقوالهم لذى السلطات الامنية انهم ولو تم ترحيلهم سيعيدون نفس التجربة و حسب نفس الاقوال بان العملية تكلفهم مابين 10000 الى 15000 الف درهم بالاضافة الى المشي على الاقدام لمسافات طويلة خصوصا الذين يتسللون للمنطقة من الاراضي الجزائرية او الموريتانية زيادة الى نقص في التغذية.

*الهجرة السرية عبء اخر للدولة

تنضاف الهجرة السرية الى اعباء الدولة مما تؤثر على الساكنة فعملية الاستقبال والتغطية الصحية والعلاجات تستنزف اعتمادات الدولة ففي الجانب الصحي يتم توفير سنويا العلاج لاكثر من 700 حالة اغلبها يعاني من الامراض الجلدية او من اجتفاف الجسم ويتم توفير الادوية بموارد محلية في غياب اي دعم دولي الشئ الدي يؤثر على توزيع الادوية التي كانت مخصصة للساكنة الفقيرة بالاقاليم الجنوبية . اما مركز الايواء فتغيب به المواصفات نظرا لانه غير مصمم لذلك بل كان مقاطعة في زمن الاستعمار وبقى على نفس الحال في زمن الاستقلال ويتم ايواءهم هناك اما بمدينة الداخلة فيتم اسكانهم ببعض المراكز السوسيو ثقافية خاصة الملاعب الرياضية التي تعطلت خدماتها للعموم لمدد طويلة ابان اقامتهم هناك

*الهجرة السرية تستلزم تعاونا دوليا

رغم الامكانيات البسيطة والتقليدية في محاربة الهجرة السرية كالايقاف والترحيل ومايخلف ذلك من مصاريف كبيرة للدولة فانه اصبح من الواجب العمل على استفادة المنطقة الجنوبية من دعم دولي والاستفادة من الخبرة الدولية في مجال الاغاثة والاستقبال وكذلك تحفيز المنظمات والهيئات المهتمة بالظاهرة للعمل بالمنطقة كما وجب حسب اقوال بعض المهتمين بالظاهرة القيام بورشات دراسية وتحسيسية داخل الجهة لتسليط الضوء على الجوانب الانسانية والاقتصادية وتقييم الكلفة الاجمالية للعملية ككل علما ان الاقاليم الجنوبية مهددة بخطورة هذه الظاهرة فبدل ان كانت مركز الانطلاقة الى الضفة الاخرى اصبحت مركز استقرار للمهاجرين الغير شرعين

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد