إجماع وطني تحت قيادة الملك بفشل وعجز منظومة التعليم الأولي

كشفت الرسالة التي وجه الملك محمد السادس، صباح اليوم الأربعاء 18 يوليوز 2018، للمشاركين في “اليوم الوطني حول التعليم الأولي”، عن وجه الواقع القاتم لواقع التعليم الأولي ببلادنا، وضعف المجهودات المبذولة في هذا الإطار، والتي جاءت مؤكدة لمضامين تقرير المجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي، في شهر فبراير الماضي، الذي قدم فيه المجلس انتقادات شديدة اللهجة لحصيلة الحكومة في مجال التعليم الأولي.

الملك من خلال الرسالة التي تلاها وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، وجه انتقادات شديدة لواقع التعليم الاولي في المغرب، معتبرا أن المغرب قد قطع خطوات هامة في مجال التعليم الأساسي، والرفع من نسبة التمدرس، إلا أن التعليم الأولي لم يستفد من مجهود الدولة في هذا المجال، حيث إنه يعاني من ضعف ملحوظ لنسب المستفيدين ومن فوارق كبيرة بين المدن والقرى، ومن تفاوت مستوى النماذج البيداغوجية المعتمدة، وعدد المربين والمعلمين، وكثرة المتدخلين.

ولرفع تحدي إصلاح المنظومة التربوية، قال الملك في ذات الرسالة “إن التعليم الأولي يجب أن يتميز بطابع الإلزامية بقوة القانون بالنسبة للدولة والأسرة، وبدمجه التدريجي ضمن سلك التعليم الإلزامي، في إطار هندسة تربوية متكاملة، كما يتعين إخراج النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بتأطير هذا التعليم، وفق رؤية حديثة، وفي انسجام تام مع الإصلاح الشامل الذي نسعى إليه، واعتماد نموذج بيداغوجي متجدد وخلاق، يأخذ بعين الاعتبار المكاسب الرائدة في مجال علوم التربية، والتجارب الناجحة في هذا المجال”.

وكان المجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي، قد أصدر رأيه حول التعليم الأولي، في شهر فبراير الماضي، بعد أن وجه انتقادات شديدة اللهجة لحصيلة الحكومة في مجال التعليم الأولي، واعتبر أن مجهود الدولة في تعميم التعليم الأولي لا زال يعاني من تطور متذبذب، فرغم أن هذا الجزء من النظام التعليمي يستقبل ما يناهز 658789 طفلا في مختلف المؤسسات، فإن هذا العدد لا يمثل سوى 43,8 في المائة من مجموع الأطفال المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين سن الرابعة والخامسة.

وسجل مجلس عزيمان وجود نقص كبير في المؤسسات القادرة على احتضان الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم، وغياب تأطير وتقنين مؤسسات التعليم الأولي، وفضاءات استقبال الأطفال، إضافة إلى غياب المراقبة في هذا القطاع.

الواقع الذي لم تنفه الفعاليات النقابية، حيت أكد عزيز منتصر الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للتعليم في تصريح “للمصدر ميديا” أن واقع الحال الذي يعيشه التعليم الأولى، كان نتيجة عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهذا المستوى، وتركته مجالا مفتوحا للخواص، خصوصا دور الحضانة التي كانت ولاتزال مجال اشتغال لفئات اجتماعية وبنيات نأطيرية تربوية (مدارس الأحياء، المسيد…) تفتقر لأهم مقومات وأليات التأطير التربوي الناجع والفعال، القادر على بناء شخصية رجال الغد.

واعتبر منتصر أن تخلي الحكومات المتعاقبة عن اصلاح التعليم الأولي خطئ فادح لا يتماشى مع مضامين الرسالة الملكية وتوصيات تقارير المجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي، ومضامين الميثاق الوطني للتعليم، معتبرا أنه من غير المعقول ترك أطفال في سن حرجة وقدرات تعلمية كبيرة عرضة لأخطار واقع التأطير التربوي والتعليمي المتهالك.

وكان سعيد أمزازي، وزير التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قد أكد أن البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، يهدف إلى تعميم التعليم الأولي بنسبة 100 بالمائة في أفق موسم 2027-2028، وتحقيق نسبة 67 في المائة خلال موسم 2021-2022 كهدف مرحلي. وأوضح أمزازي أن هذا البرنامج سيتطلب إنجاز 57 ألف فصل إضافي وتوفير 55 ألف مربي بكلفة مالية سنوية إضافية تقدر بثلاثة مليارات درهم.

وأشار الوزير إلى أن هذا البرنامج، الذي سيبدأ العمل به خلال الموسم الدراسي المقبل 2018-2019 بفتح 4 آلاف فصل دراسي وتسجيل 100 ألف طفل إضافي وتكوين 28 ألف مربي ومربية و950 منشط تربوي، يهدف إلى تحسين جودة التعليم الأولي وتأهيل التعليم الابتدائي الأصيل، مع إرساء آلية لإدماج التعليم الأولي في التعليم الابتدائي، ووضع برامج للتكوين الأساسي والمستمر لفائدة المربين، كما سيتم العمل على إقرار تمييز إيجابي لفائدة الوسط القروي والشبه القروي، وتوفير الدلائل المرجعية الموحدة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد