سنة على الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء “المصدر ميديا ” تستجوب العديد من الفعاليات حول انعكاس ذلك على ملف الصحراء؟

الجمعة عاشر دجنبر تمر سنة على اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على كافة اراضيه بمافيها اقاليمه الصحراوية كما وقع القرار الرئيس السابق دونالد ترامب وتم بالمؤسسات الامريكية تبني خريطة المغرب بدون حدود وهمية تمر سنة على الحدث ماهي انعكاسات ذلك على ملف الصحراء؟ ، المصدر ميديا تطرح السؤال على الفعاليات الحقوقية والسياسية والاعلامية .

من جانبه قال انغير بوبكر حقوقي وباحث في تاريخ العلاقات الدولية ” الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء المغربية اعطى للديبلوماسية المغربية فعالية قوية و اعطى إشارات قوية للعالم على أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس أضحى قوة سياسية وديبلوماسية على الصعيد الدولي، و أن الاطراف التي تعاند الحقوق المشروعة للمغرب في استكمال وحدته الترابية و تعمل ليل نهار من أجل تعطيل العجلة التنموية للمغرب خابت مساعيها وانهزمت اقليميا ودوليا، غير الموقف الأمريكي العديد من المعادلات في المنطقة و اعطى دفعة قوية للعلاقات المغربية الأمريكية وحلفائها و جعل النظام الجزائري محصورا في زاوية ضيقة . جميع ردود الفعل السلبية التي جاءت من النظام الجزائري اتجاه المغرب تعبر عن التفوق الديبلوماسي المغربي وتعبر أكثر على أن المغرب في طريق معبدة نحو التنمية والديموقراطية و مزيدا من كسب المواقع على الصعيد الدولي والدليل على ذلك تزايد عدد القنصليات الأجنبية المفتوحة في الاقاليم الجنوبية للمملكة وانحصار الأطروحة الانفصالية بشكل كبير “.

فيما يشاطره الراي حبدي انصار عضو مكتب الاتحاد الاشتراكي ببوجدور ” شكل الاعتراف الامريكي بسيادة المغرب على صحراءه انجازا جيوسياسي للمملكة ولدبلوماسيتها وضربة سياسية ودبلوماسية لخصوم الوحدة الترابية للمملكة،هذا الانجاز الذي يمر عام على تحقيقه وبالتالي أعطى للمملكة دفعة قوية على مستوى الدبلوماسي في تبني اغلب دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الامريكية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي التي عبرت عن تأييدها وكونها مبادرة موضوعية ” .

كما اعتبر احمد المريني كاتب واعلامي “خطوة ايجابية في ايجاد حل نهائي لهذا المشكل الذي عمر طويلا .. وسيقلل من فرص الجهات المناوئة لقضية استكمال المغرب لوحدته الترابية.. ومن ثم التوجه الى معالجة قضايا اخرى ذات اولية .. ويسود الاعتقاد لدى الباحثين ان مواقف الجهات المناوئة لن تقوى على مجاراة الموقف الامركي نظرا للثقل السياسي والاقتصادي والعسكري، والموقف الداعم في الكثير من المواقف العالمية.

وتخلص الاستنتاجات ان الموقف الامريكي الداعم للقضية المغربية. سيسهم في انهاء هذا الملف الشا ئك.. وسيمكن المغرب من الانطلاقة الجديدة نحو استكمال الاوراش التنموية المختلفة.” اما عبد الصمد لفضالي كاتب رأي واطار امني سابق فذكر بالعلاقات المغربية الامريكية التاريخية قائلا ” الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه يرتكز تاريخيا على أن الصحراء المغربية مثلها مثل جميع المناطق التي كانت تحث الإستعمار الفرنسي و الإسباني.. يعني أن المغرب من طنجة إلى الكويرة كان قبل الإستعمار تحت سيادة السلطة المركزية المغربية بما في ذلك سبتة و مليلية ، و كذلك يرتكز الإعتراف الأمريكي على واقع أن المغرب استرجع صحراءه ، و لو كان للمغرب أدنى شك في استرجاع صحرائه لما انفق المليارات و المليارات في إطار تنمية الأقاليم الجنوبية و لازال ينفق، كما أن هذه القضية أصبحت قضية شعب ( ما يقارب 40 مليون نسمة ) و ليس قضية سياسة معينة ، و كذلك ارتكز الإعتراف الأمريكي على أن استقرار المنطقة مرتبط بحل الحكم الذاتي الذي كان أول من اقترحه هو الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، و بالرغم من أن أمريكا كغيرها من القوى العظمى تستغل هذه القرارات لتحقيق بعض من سياستها الإستراتيجية، فإنه من نتائج الإعتراف الأمريكي، تسريع التجاوب الدولي لصالح المغرب ( إقدام العديد من الدول على فتح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية ) و كذلك على المدى البعيد ، فإن الإعتراف الرئاسي في العرف الأمريكي خصوصا في ما يتعلق بالسياسات الخارجية يستمد قوته من الدستور ، و على هذا الأساس فإن الدول التي تعاكس المغرب فإنها تقوم بذلك فقط لخدمة مصالحها –إن آجلا أو عاجلا — في إطار سيادة المغرب على صحرائه ، باستثناء دولة واحدة تسبح ضد التيار”.

وعن تبني خريطة المغرب كاملة قال نجيب التناني رئيس المكتب المتوسطي لحقوق الانسان للجهات الجنوبية وعضو المكتب السياسي لحزب البيئة والتنمية “اعتراف أمريكا بخريطة المغرب كاملة بما في ذلك الصحراء هو جزء من الاستراتيجية الامريكية القديمة والتي تنبني على فلسفة تاريخية منذ اعتراف المغرب با و م ك في 20/02/1778 في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله ويذكر هنا انه في 23/6/1786 تم التوقيع على اول معاهدة صداقة وملاحة وتجارة بين جورج واشنطن اول رئيس امريكي في التاريخ والمملكة الشريفة، ووصف جورج السلطان بالصديق العظيم، ناهيك ان ترامب في جوابه عن الاعتراف بالصحراء اكد ان خريطة المملكة كانت اكبر من الخريطة الحالية حين اعاد قراءة التاريخ وجغرافية المغرب مضيفا ان الدول الاوروبية كافرنسا واسبانيا والمانيا والتي تحن دائما للعهد الاستعماري كانتا وراء بتر خريطة المملكة
لذلك اعتراف امريكا للمغرب بصحراءه يستند على اساس تاريخي وسياسي عميق ينبع من رؤية النظام العالمي الجديد والذي للمغرب الحق في تموقعه وريادته لافريقيا نحو مستقبل يسع الجميع وبعيد عن المصالح الضيقة واوهام المجتمعات الكلاسيكية حول الديموقراطية وحقوق الانسان والنظام الشمولي الواحد “.

هذا الاعتراف يقول عنه ناجى مولاي لحسن رئيس شبكة الهيئة المستقلة لحقوق الانسان فى شمال افريقيا” ليس قرار حزب او جهة دون أخرى بل سياسة دولة وأوجه استراتيجى أمريكى بعدما اوضحت المملكة المغربية بكل واقعيه وبرغماتية تتطلبها المرحلة، ان قضية الصحراء المغربيه هى مفتاح العلاقات الدبلوماسية واساس اى شراكة استراتيجية مع المملكة المغربية، وهذا ما اقتنع به الرئيس الامريكي جو بايدن الذى اظهر دعم مهم للمغرب ليس فقط فيما يخص الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربيه بل وحتى دعم المملكة لمواجهة القوة الأوروبية الافلة فى عالم ما بعد كورونا. ما يؤكد جدية هذا الاعتراف هو مبادرة الادارة الامريكية الى توقيع اتفاقيات مهمة مع المغرب تخص دعم الشراكة الاقتصادية وانعاش الاستثمارات فى افريقيا عبر بوابة المغرب حيث انه يمثل القطب الاقتصادى والمالي الاكثر تأهيلا لتدفق الرساميل العالمية نحو افريقيا. وتجسدت هذه الاتفاقيات المهمة فى مذكرة التفاهم بين الحكومة في المغرب وشركة التنمية الدولية للولايات المتحدة الأمريكية والتي تهم تقديم الدعم المالي للاستثمار الخاص بالمغرب وافريقيا عبر الشركاء المغاربة”.

وعن موقف الادارة الامريكية الحالية يضيف ناجي ” ان تشبث إدارة جو بايدن بقرار غريمه ترامب التاريخى له الأثر الإيجابي على جميع مجالات الشراكة بين البلدين السياسية منها والاقتصادية والحقوقية والاجتماعية والثقافية وحتى العلمية بإعتبار ان المغرب اضحى قوة تكنولوجية صاعدة فى العالم العربي وافريقيا مما يفسر التحول الاستراتيجي فى الموقف الامريكي تجاه مصالح المغرب العليا والدعوة بشكل صريح وواقعى الى الحكم الذاتي كحل وحيد لفض النزاع المفتعل حول الأقاليم الصحراوية مما يساعد مجموعة من الدول الى اتخاذ قرار مماثل لقناعاتها ان الاعتراف بمغربية الصحراء يعتبر المدخل الأساس لبناء علاقات استراتيجية مع المملكة المغربية على أساس رابح رابح “.

وعن حصيلة الاعتراف يختم محمد جرو ناشط حقوقي واعلامي قوله ” الاعتراف هو رد لجميل المملكة المغربية التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنة1777″ مسترسلا في القول “تداعيات الاعترافي الامريكي في نظري أو بالأحرى وقع ذلك يجب أن ينعكس على واقع الانسان قبل المجال بتنمية شاملة وإشراك حقيقي لمختلف الفاعلين بالمنطقة ليس بالضرورة عبر بوابة محطة او الية الانتخابات ولكن بتوفير مزيد من الحريات وفرص الشغل ؛والمقاولات المحلية وغيرها من مؤشرات قد ترفع المنطقة لدرجة أن ثرواتها تنعكس على تنميتها “.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد