انطلقت صباح اليوم الأحد 16 رمضان1438 الموافق ل 11 يونيو 2017 بساحة باب الأحد بعاصمة المملكة الرباط، المسيرة الوطنية التضامنية مع “حراك الريف” التي دعت إليها هيئات سياسية ونقابية وحقوقية ومدنية، تقدمها والدا ناصر الزفزافي، القائد الميداني الأبرز لحراك الريف، إلى جانبهم المئات من المواطنين القادمين من مختلف المدن المغربية والذين رفعوا شعارات المطالبة بالقضاء على الفساد والتوزيع العادل للثروة و العدالة الاجتماعية.
وتأتي هذه المسيرة التي تعرف مشاركة نشطاء جماعة العدل والإحسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان و هيآت أخرى، بعد حملة الاعتقالات الواسعة في عدد من مدن الريف ، وكذا التدخلات الأمنية اليومية لمنع الاحتجاحات في المنطقة.
فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم حركة العدل و الإحسان، ذكر في تصريح لجريدة المصدر الميديا أن هذه المسيرة جاءت استجابة لنداءات مجموعة من الفعاليات السياسية و الاجتماعية و النقابية و الثقافية و الحقوقية التي قررت أن تنزل لمدينة الرباط و من مختلف مناطق المغرب، لكي توجه رسائل واضحة للدولة و تؤكد على التضامن الكلي مع الإخوان في الريف حول مطالبهم المشروعة و البسيطة و تندد بهذه المقاربة الأمنية التي نهجتها الدولة مع هذه المطالب مؤكدا في الوقت ذاته أنه وجب وقف هذا المسلسل من الاعتقالات و الاختطافات و التهم الجاهزة، و أن تنتهج الدولة أسلوبا آخر غير هذا الأسلوب، لأنه أمام تماطل الدولة بدأنا
نرى هذه الانتفاضة تتوسع و رقعة الزيت هذه تتمدد في مختلف الجهات و المناطق. و أضاف أرسلان أن الحكومة الآن هي خارج الأحداث، فقط وزارة الداخلية هي البارزة في هذا الحراك.
من جانبه، صرح القيادي في حركة 20 فبراير أسامة الخليفي في تصريح خص به نفس الجريدة أن هذه المسيرة تأتي في إطار التضامن مع أهالينا في الريف و المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين و كذلك المطالبة بتلبية المطالب المشروعة لساكنة الريف. و استرسل حديثه قائلا: ” هذه المسيرة جاءت لدق ناقوس الخطر بحيث أن الدولة لم تتحرك لحد الآن كرد على هذه المطالب لساكنة الريف، و هذا ينذر بربيع عربي ثاني الذي لا يمكن أن نتنبأ بمستقبله، فالدولة كانت لها ما تقدمه سنة 2011، الآن لم يبق للدولة سوى الاستجابة للمطالب، لذلك فالدولة تتحمل مسؤوليتها كاملة في إطلاق سراح المعتقلين الريفيين و تلبية المطالب المشروعة لساكنة الريف”. و عن تصريحات الحكومة حول حراك الريف رد أسامة الخليفي أنها تصريحات لمحاولة الهروب إلى الأمام مضيفا: “نحن لا ننتظر تصريحات جوفاء بل ننتظر إجراءات فعلية و حقيقية إن كانت الحكومة حقيقية
و في تصريح آخر لنفس الجريدة قال محمد أزوكار ناشط بالحركة الأمازيغية بالرباط، أن المسيرة جاءت في إطار التضامن الشعبي الذي ينخرط فيه الشعب المغربي قاطبة بغض النظر عن الانتماءات السياسية و الإيديولوجية، و هذا دليل واضح على أن المطالب المرفوعة من طرف أهل الريف هي مطالب مشروعة، فهناك ملف حقوقي يتضمن كافة المطالب الاجتماعية المشروعة، و بالتالي فكل الاتهامات التي اتهم بها الحراك سواء من طرف أحزاب الأغلبية أو من طرف مجموعة من الفعاليات المخزنية هي اتهامات مغلوطة، مشيرا في الآن نفسه أن الحركة الأمازيغية تستنكر تصريحات الحكومة بتسمية الريفيين بالانفصاليين و يتلقون تمويلات من الخارج قائلا: ” نطالب الحكومة و الدولة ككل إذا كانت تتوفر على معطيات واضحة أن تخرجها للمغاربة و تقدمها للبرلمان”.
الفنان أحمد السنوسي الملقب ب (بزيز) شارك بدوره في المسيرة التضامنية و أدلى لجريدة المصدر ميديا بتصريح قائلا فيه:” من الطبيعي أن نتواجد في هذه المسيرة التضامنية الشعبية لنبعث برسالة إلى إخواننا في الريف العزيز بأننا متضامنون معهم و نطالب برفع العسكرة على الريف، فعندما أذهب لزيارة الحسيمة أرى المتاجر و الأبناك هي المتواجدة بكثرة في غياب تام و كلي لضروريات و مستلزمات الحياة ، فإذا مرض الريفي هل يذهب للمتجر ليتلقى علاجه، هذا غير معقول”. و أشار في معرض حديثه أن الخوف الآن متواجد في قلوب السلطة لا في قلوب الشعب، و قال (بزيز): الحسيمة الآن تعاني من سجن أبناءها فلا يتقبل عاقل أن تسجن فنانة غنت على حراك الريف متضامنة مع إخوانها بسبب أغنية.